حوارى اليوم معكم عن أهم ما يقوم عليه العلاج
المعرفى السلوكى... كشف وتصحيح أخطاء التفكير ولكى نقترب من مفهوم أخطاء التفكير وكيف تؤثر
سلبا على حياتنا دعونا نتأمل معًا هذا المثال.. ماذا لو ارتديت نظارة سوداء فى
الظلام؟ ربما تسير بضع خطوات لكن حتما ستتعثر مرة أو اثنتان أو ثلاثة أو....ربما
كثيرا وقد تصاب بجروح من جراء تعثرك وارتطامك بالأرض أو بحجر لاقدر الله.حينئذٍ
ستتوجه إلى الطبيب من أجل علاج الجروح. وهكذا الأمر فى المشكلات النفسية وهذا هو
الترتيب الذى يحدث حينما يقرر العميل الذهاب إلى الطبيب النفسى:
1- يشكو إليه الأعراض...قد تكون أعراض
قلق..اكتئاب...أرق...نوبات هلع..أعراض نفسجمية..الخ.
2- يصف الطبيب العلاجات الدوائية التى تعمل
على ضبط النواقل العصبية فتعيد إليك التوازن فى المشاعر والتفكير.
3- نبدأ العلاج المعرفى السلوكى الذى يساعد
كثيرا فى فهم طبيعة الأعراض ومن أين أتى الجرح وكيف يمكن تغيير طريقة التفكير للمساعدة على الشفاء.
4- يعمل العلاج المعرفى السلوكى على إزاحة
الظلام وهو حيز اللاشعور أو العقل الباطن وما يحتويه من معتقدات وقواعد أساسية
سلبية حول ذاتك متزامنًا مع خلع النظارة السوداء التى ترتديها لكى لاترى حقيقة
تقديرك لذاتك والتى تتسم بالشعور بالدونية والنقص واختلافك عن الآخرين وهو ما تكون
عبر سنوات طويلة ربما لتعرضك للنقد كثيرا فى الأسرة أو المدرسة أو كلاهما..من الكبار ومن أقرانك ممن كانوا فى
نفس عمرك. خاصة وأنك لديك حساسية مفرطة للنقد ساعدت على امتصاصك للكلمات اللاذعة
مصدقا إياها لتسرى سريان الدم فى عروقك.
5- أما الأحجار التى تتعثر بها فهى أخطاء
التفكير وهى تمثل القواعد والافتراضات التى تلعب دور الوسيط بين محتوى اللاشعور من
الدونية وانعدام الثقة بالنفس وسلوكك اليومي فى المواقف المختلفة والذى ينبثق من
الأفكار التلقائية التى تثيرها المواقف ويترتب عليها مشاعر سلبية قاسية.فأخطاء
التفكير ما هى إلا قواعد صارمة وضعتها لنفسك دون وعى لتضمن ألا ينتقدك أحد ظنًا
منك أنك بهذه الطريقة ستصبح دائمًا على صواب فلا مجال لانتقادك إذن.
لكن لماذا نفضل ارتداء النظارة السوداء؟ أو
لماذا نخشى التغيير فى بعض الأحيان؟
والإجابة ببساطة هى الخوف الخوف من الخروج من
منطقة الأمان التى اعتدت عليها ..الخوف من أن نرى حقيقية تقديرنا المتدنى
لذواتنا...الخوف من الوصول إلى القواعد الأساسية حول الذات وحول الآخرين وحول
المستقبل.فهذه هى القواعد التى تراها شيئًا فشيئًا من خلال الجلسات العلاجية:
1- قواعد حول الذات: أنا أقل من الآخرين...هم
أفضل منى...هم يعرفون أكثر منى..الخ.
2- قواعد حول الآخرين: هم فى الغالب يرون
ضعفى...سينتقدوننى...سيسخرون منى...سيتلاعبون بى...الخ
3- قواعد حول المستقبل : لا أمل فى التغيير..سأظل
هكذا...إذن لا أمل فى المستقبل.
لكن كيف نصل إلى هذه القواعد من خلال العلاج
المعرفى السلوكى؟
فى الواقع يحتاج الأمر إلى العديد من الجلسات
والتى نبدأها بشكل عكسى كما يتضح فى الصورة التالية:
1-رصد المشاعر والسلوكيات اليومية.
2- ربط المشاعر بالمواقف التى حدثت خلال
اليوم.
3- رصد الأفكار التلقائية التى قفزت إلى
الذهن خلال الموقف ونتج عنها الشعور السلبى.
4- مراجعة هذه السجلات اليومية بشكل أسبوعى
لبيان تكرار السلوك والمشاعر والأفكار المصاحبة عند حدوث مواقف معينة والتى
نعتبرها المثير لإنطلاق أفكار تلقائية سلبية.
5-تدريجيا وكما سيتضح فى المقالات التالية
نكتشف كيف أن أخطاء التفكير تتسبب لنا فى الأفكار والمشاعر السلبية فى هذه
المواقف.
6-يتم من خلال الجلسات تصحيح أخطاء التفكير
باستراتيجية استخدام الحوار مع النفس ووضع الأفكار البديلة.
وإليكم السجل اليومى الذى يمكن أن نستخدمه فى بادئ الأمر:
ولمزيد من الشرح يمكنكم مشاهدة الحلقة على
يوتيوب وللحديث بقية بإذن الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق