سؤال ربما يطرحه مريض الاكتئاب حتى قبل أن يبدأ العلاج فكثير من المرضى يرفضون فكرة العلاج الدوائى وربما يحتاج الطبيب بذل المزيد من الجهد لإقناع المريض بأهمية العلاج الدوائى وأن يطمئنه ويشرح له بعض الأعراض الجانبية التى ربما تحدث فى الأيام الأولى من العلاج ثم ما تلبث أن تختفى خلال أيام ولاتستدعى مطلقا أن يمتنع المريض عن العلاج حتى لايضيع على نفسه فرصة العلاج كما يحتاج المريض أيضا لتوضيح فكرة العلاج الدوائى والتى تعمل على استعادة التوزان فى وظيفة الخلايا العصبية بالمخ وضبط توازن النواقل العصبية وربما يرى البعض أن مضادات الاكتئاب ربما تصنع أكثر من ذلك من خلال إصلاحها لتلف بعض الروابط والتشابكات العصبية التى أتلفتها الضغوط النفسية الخارجية والداخلية.ومن ثم فلابد أن يعى المريض أن كل هذا يحتاج لبعض الوقت فربما يشعر بتحسن ضئيل خلال الأيام الأولى من العلاج لكن الشعور بالتحسن والشفاء التام ربما يحتاج لعدة أسابيع أو شهور يشعر خلالها المريض بالتحسن التدريجى إلى أن يصل إلى تمام الشفاء وهنا يختلف الأمر من مريض لآخر فهناك من يرى أنه يخشى التوقف عن العلاج حتى لايعود إلى ما كان عليه لكن بعض المرضى ربما يلحون على الطبيب فى إيقاف علاج الاكتئاب فور الشعور بالتحسن والبعض ربما يفعل ذلك من تلقاء نفسه دون مراجعة طبيبه - خاصة لمن تأثر بزيادة الوزن أو الاضطرابات الجنسية التى قد تؤثر على حياته الزوجية- ... وقد يمر الأمر بسلام لكن قد يؤدى إيقاف العلاج بشكل مفاجئ إلى حدوث انتكاسة تتفاوت فى الشدة تبعا لعوامل كثيرة ...فما هو الحل الأمثل هل نوقف العلاج بعد التحسن؟ وهل نفعل ذلك بشكل مباشر ومفاجئ فور التحسن أم ماذا؟ ربما لانستطيع وضع حل موحد لكل الحالات وإنما لابد من أن ننظر للأمر بشكل فردى إذ أن هناك عوامل خطورة للانتكاسة يمكن أن نضعها بشكل عام لكن هناك عوامل فردية ربما تخص كل حالة على حدة ودعونا نوضح الأمر فى السطور التالية لنرى كيف أن هذا القرار تحكمه عوامل كثيرة لابد أن توضع فى الاعتبار:
1- بشكل عام يفضل أن يستمر العلاج الدوائى
للاكتئاب لمدة ما بين ستة أشهر إلى سنة بعد التحسن التام والشفاء ثم يمكن التفكير
بعد ذلك هل نوقف العلاج أم نستمر عليه فترة أخرى؟
2-إذا تقرر إيقاف العلاج بعد مناقشة الأمر مع الطبيب فإن ذلك يحدث
تدريجيا وفق جدول يضعه الطبيب المعالج.
3-احتمال حدوث الانتكاسة بعد وقف العلاج:
بعد حدوث نوبة واحدة 50%
بعد حدوث نوبتين من الاكتئاب تصل فرصة حدوث
انتكاسة بعد التوقف عن العلاج إلى 80% بعد حدوث نوبتين
تنخفض هذه النسبة إلى النصف إذا استمر المريض
على العلاج لفترة أطول مع اقتران ذلك بالعلاج المعرفى السلوكى وتغيير نمط الحياة.
4-عوامل يضعها الطبيب فى الحسبان عند اتخاذ
قرار التوقف عن العلاج أم الاستمرار عليه:
-وجود ضغوط خارجية مستمرة : مثل مشكلات بالعمل لم تحل بعد مثل ترك الوظيفة
أو تغيير العمل أو الاستمرار فى عمل لايرغب فيه المريض لكنه مضطر لذلك لعدم وجود
البديل المناسب.وكذلك وجود مشكلات أسرية
وخلافات مع شريك الحياة وربما الاستمرار فى حياة أسرية ضاغطة مع شريك حياة يمثل
ضغطا مستمرا وعبئا لكونه لايفهم كيف يتعامل مع مريض الاكتئاب وكيف يدعمه ويساعده.
- وجود تاريخ عائلى للاكتئاب أو الاضطرابات
النفسية خاصة فى أقارب الدرجة الأولى حيث يزيد ذلك من فرص الانتكاسة.
- هل
المريض انتظم فى عمل جلسات للعلاج المعرفى السلوكى أو أنواع أخرى من العلاج مثل
علاج العقل الواعى والعلاج السلوكى الجدلى(الديلاكتيكى) والذى يساعد كثير فى زيادة
وعى المريض بمشاعره وأفكاره وكيف يمكن ضبط المشاعر والانفعالات والسيطرة عليها.
- هل تدرب المريض على
مهارات حياتية
تساعده على تقليل التفاعل المبالغ فيه مع الضغوط مثل مهارات حل المشكلات واتخاذ القرارات والتواصل الاجتماعى وإدارة الوقت وتحديد الأولويات ووضع الأهداف وكيفية العمل على الوصول إليها.
تساعده على تقليل التفاعل المبالغ فيه مع الضغوط مثل مهارات حل المشكلات واتخاذ القرارات والتواصل الاجتماعى وإدارة الوقت وتحديد الأولويات ووضع الأهداف وكيفية العمل على الوصول إليها.
إن كل العوامل السابقة يضعها الطبيب مع مريضه
على ميزان حساس لقياس الفائدة
والضرر من الاستمرار على العلاج أو التوقف عنه
للوصول إلى أفضل النتائج بأمر الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق